تسوية الصراع في الشرق الأوسط ستجلب أرباحًا طائلة للفلسطينيين والإسرائيليين

أصدرت مؤسسة راند مؤخرًا دراسة تؤكد أنه حال تطبيق حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين ووضع حد للصراع الممتد منذ عقود، فإن اقتصاد البلدين سيتمتع بأرباح تزيد على 173 مليار دولار خلال عشر سنوات.

يقول واضعو التقرير إنهم أجبروا على خفض مستوى تفاؤلهم والاعتراف بأن تعريفهم للوضع السائد قد انقلب بتعمق حدة الصراع أثناء قيامهم بالبحث:

«إن الواقع الذي يتطور يحتمل أن يكون مزيجًا من بعض وجهات النظر الخاصة بكافة السيناريوهات المقدمة هنا. على سبيل المثال، حرب غزة الأخيرة في صيف 2014، والاتهامات المتبادلة لاحقًا، والتحركات الدبلوماسية الفلسطينية في الأمم المتحدة ووكالاتها، وردود الفعل العقابية من ابتعاد إسرائيل عما وصفناه في الأصل باتجاهات حالية ويبدو أقرب إلى سيناريو اللاعنف».

لقد كان ذلك مجرد أحدث تذكير للتداعيات الأوسع، للتكاليف التراكمية المحسوبة وغير المحسوبة، لهذا الصراع. وقد صدر تقرير آخر بعد تقرير مؤسسة راند، فقد أصدرت المحكمة العليا الأميركية حكمًا يمنح الرئيس حصرًا حق الاعتراف بالحكومات الأجنبية. وقد بُني الحكم على أساس قضية ميناتشم زيفوتوفوسكي، مواطن أميركي وُلد في القدس والذي رفع والداه دعوة قضائية حتى يُسمح لهم بكتابة “القدس” بوصفها محل ميلاد في جواز السفر الأميركي.

في عام 2002، أقر الكونغرس الأميركي قانونًا مع بند يسمح للأميركيين المولودين في القدس بوضعها في خانة محل الميلاد في جوازات السفر وشهادات الميلاد. وقد وقع جوش بوش على القانون، ولكنه رفض أيضًا تطبيق تلك المادة، وقد سعت عائلة زيفوتوفوسكي إلى إنفاذها.

حافظ المسئولون الأميركيون على فكرة أن السيادة على القدس لا بد أن تتحدد عبر المفاوضات، وأن السماح لإسرائيل بالسيطرة على أي جزء في المدينة محل النزاع سيتداخل مع قدرة أميركا على إدارة الصراع. وقد أشار غاريت إبس إلى رفض المحكمة العليا للالتماس الذي قدمته عائلة زيفوتوفوسكي، وأكدت أن للرئيس «السلطة الحصرية لتحديد أي البلاد التي يجري بناء علاقات معها، وأي الحكومات تعتبر شرعية، وأي مطالبات الاستحواذ على الأراضي التي يتم الموافقة عليها».

يتصل النزاع القائم أمام المحكمة العليا بنزاع آخر يخص شهادات وفاة. قدمت عائلة زيفوتوفوسكي، كدليل داعم لقضيتهم، شهادة وفاة مايرون فريدمان، وهو مواطن أميركي توفي في القدس عام 2002، والذي سُجل مكان وفاته من قبل مسئولي القنصلية الأميركية في «القدس، إسرائيل». كانت ابنة فريدمان، وندي سرلين، هي من أمدت عائلة زيفوتوفسكي بالوثيقة. ولكن بعد أن قدمت العائلة الشهادة، حدث شيء غريب.

«بعد حوالي ثلاثة أشهر تقريبًا، أرسلت السفارة الأميركية في تل أبيب إلى سرلين رسالة تبلغها أنهم يأملون بتصحيح خطأ إداري يخص محل وفاة والدها»، حسبما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست في العام 2006. وأضافت الصحيفة «أُرفق مع الرسالة 10 نسخ أصلية لتقرير الوفاة الخاص بأبيها، والتي أدرجت جميعها محل الوفاة على أنه مدينة القدس، مع ترك خانة الدولة فارغة».

وعلى ما يبدو فإن تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يظل دون حل تمتد من أرباح اقتصادية محتملة بمليارات الدولارات وحتى الصراع على تنفيذ السياسة الخارجية الأميركية، بل وحتى إلى التفاصيل الدقيقة لتقارير الوفاة. في عام 2012، وفي الذكرى العاشرة للتفجير الانتحاري الذي طال الجامعة العبرية في القدس، تحدثت كاثرين بيكر إلى صحيفة هآرتس بشأن الألم الذي شعرت به نتيجة التسمية الغامضة لمكان الوفاة الذي سُجل على شهادة الوفاة الخاصة بابنها بنجامين، وهو أميركي لقي حتفه في الهجوم:

«يبدو الأمر ثانويًا للغاية، لكنه يؤرقني في مثل هذا الوقت من كل عام. تذكر شهادة الوفاة الخاصة ببنجامين أنه قد توفي في القدس، مع ترك خانة الدولة فارغة. حيث ترفض الولايات المتحدة كتابة أنه مات في القدس في إسرائيل. اعترفت الولايات المتحدة بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، لذا، فليوثقوا ذلك، لأن ابني مات في إسرائيل».

مترجم عنJerusalem, Blank

Leave a comment